وفاة الامام محمد الجواد عليه السلام,,
4 مشترك
°•♥ °• بنـوتات قـطوف الـدر•° ♥•° :: ¤؛°`°؛¤ّ,¸ روضـة الإيـمــان ¸,ّ¤؛ ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ :: ¨°o.O ( نفـــحات إيـــــمانيه ) O.o°¨
صفحة 1 من اصل 1
وفاة الامام محمد الجواد عليه السلام,,
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَ لِوالِدَيَّ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّياني صَغيراً ، اِجْزِهما بِالاْحسانِ اِحْساناً وَ بِالسَّيِّئاتِ غُفْراناً
اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ الاْحياءِ مِنْهُمْ وَ الاْمواِت ، وَ تابِعْ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُمْ بِالْخَيْراتِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عظم لكم الاجر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
1- نسبه:
الإمام محمد الجواد عليه السلام من الاُسرة النبوية وهي أجلّ وأسمى الاُسر التي عرفتها البشرية، فهو ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام
جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي السجاد ابن الإمام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وابن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام
2- اُمه:
هي من أهل بيت مارية القبطية، نوبيّة مريسية، امها: سبيكة أو ريحانة أو درّة، وسمّاها الرضا عليه السلام خيزران.
وصفها رسول الله صلى الله عليه وآله بأنها خيرة الإماء الطيبة. وقال العسكري عليه السلام:«خُلقت طاهرة مطهّرة وهي اُم ولد تكنّى باُم الجواد، واُم الحسن، وكانت أفضل
نساء زمانها»[1].
3- كنيته:
أبو جعفر، وهي كنية جده الباقرعليه السلام وللتمييز بينهما يكنّى بأبي جعفر الثاني، وأضاف في دلائل الإمامة كنية ثانية له هي: أبو علي الخاص، وفسّر
المتأخرون هذه العبارة بأنّ له كنية خاصة هي: «أبو علي»، وليست كنيته هي «أبو علي الخاص» كما يبدو للناظر في عبارة دلائل الإمامة.
4- ألقابه:
أمّا ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة وسمو ذاته وهي:
1- الجواد: لُقب به لكثرة ما أسداه من الخير والبر والاحسان الى الناس.
2- التقي: لقب به لأنه اتّقى الله وأناب اليه، واعتصم به ولم يستجب لأي داع من دواعي الهوى.
3- المرتضى
4- القانع
5- الرضي
6- المختار
7- باب المراد[2].
5- نقش خاتمه:
يدل نقش خاتمه عليه السلام على شدة انقطاعهعليه السلام الى الله سبحانه، فقد كان« العزّة لله »[3].
ميلاده
في عقيدتنا: ان الامام الذي يختاره الله لكي يكون قدوة صالحة للخير والصلاح يلزم ان يكون كاملا من جميع الوجوه، وايما نقص او عيب في الفكر او في الجسم عند الانسان يبين انه ليس اماما. ولقد كان الامام الرضا (عليه السلام) قد بلغ الخامسة والخمسين ولم يرزق ولدا، فذهبت بعض الاشاعات تنشر من قبل دعاة الواقفية الذين قالوا بغيبة الامام موسى الكاظم (عليه السلام)، وانه لم يوص الى اي امام من بعده، قائلين بان الامام الرضا عقيم ليس له ولد وهو عيب واضح في القدوة الدينية، فاذن لايكون هو الامام الحق حسب زعمهم، حتى كتب بعضهم اليه (عليه السلام) رسالة قال فيها:
كيف تكون اماما وليس لك ولد؟ فأجابه الرضا (عليه السلام): وما علمك انه لايكون لي ولد؟ والله لا تمضى الايام والليالي حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرق بين الحق والباطل.
وجاء اليه رجل من اصحابه يقول: من الامام بعدك؟ فقال: ابني، ثم قال: هل يجترئ احد ان يقول ابني وليس له ولد؟
فيحدث الراوي انه لم تمض الايام حتى ولد ابو جعفر الجواد؟
فكان الشيعة المخلصون يعيشون اشد الانتظار لمقدم ولد الامام الرضا (عليه السلام)، الذي زخرت احاديثهم تنبيء عن مقدمه المبارك، وهم الراوون عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: يأبي خيرة الاماء النوبية، وهو يشير الى الامام (عليه السلام)، ليدحضوا حجة الواقفية الذين قد اكثروا من الدعايات ضده.
فبزغ من افق الحق بدر اضحى شمسا للهدى، وسماءً في جلاله، وهو الامام الجواد عليه السلام.
وتناقل رواة الحديث على لسان والده العظيم يقول: هذا هو المولود الذي لم يولد في الاسلام اعظم بركة منه.
اجل، لقد ولد الامام في الوقت الذي اختلفت فيه الشيعة ايما اختلاف، وكانت دعايات بعض المخالفين لهم تشق طريقها الى افئدة بعض السذج منهم، كانت آية صدق الامام الرضا (عليه السلام) وابطال زعم الواقفية تثبت بميلاد ابنه الموعود.
فلما ولد الجواد (عليه السلام) ذهبت دعايات الواقفية ادراج الرياح، وذابت كما يذوب الملح في الموج الهادر، واصبح ميلاد الامام سببا لانتصار الحق واتحاد الشيعة، اتباع الحق، بعد الاختلاف والتفرقة، اضف الى ذلك ان الامام الرضا (عليه السلام) كان يقول دائما ان ابني خليفتي عليكم، وهم يرون ان لا ابن له، وحتى اذا بلغ مرحلة الكهولة، ومضت الشكوك تراود افئدة البسطاء من الموالين جاء الامام الجواد (عليه السلام)، فكان ميلاداً مباركاً ميموناً، فهللت الشيعة وسبحت لله لمّا رأت في احاديثها الصدق والحق.
تكلّمه في المهد:
ذكر المؤرخون أن الإمام الجواد عليه السلام تشهّد الشهادتين لمّا وُلد، وانه حمد الله تعالى وصلّى على الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله والأئمة الراشدين في يومه الثالث.
فعن حكيمة ابنة موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام قالت: «لمّا حملت اُم أبي جعفر الجواد عليه السلام به كتبتُ اليه (يعني الى الإمام الرضاعليه السلام): «جاريتك سبيكة قد علقت. فكتب اليّ: انّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام.
قالت: فلمّا ولدته، وسقط الى الأرض، قال: اشهد ان لا إله إلاّ الله، وان محمداً رسول الله .
فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: الحمد لله، وصلّى الله على محمد وعلى الأئمة الراشدين»[4].
و أيضاً قالت: «لمّا حضرت ولادة الخيزران اُم أبي جعفر عليه السلام دعاني الرضا عليه السلام، فقال: يا حكيمة احضري ولادتها، وادخلي وإياها والقابلة بيتاً .
ووضع لنا مصباحاً، وأغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطلق طفئ المصباح، وبين يديها طست، فاغتممت بطفئ المصباح.
فبينا نحن كذلك، إذ بدر أبو جعفر عليه السلام في الطست، واذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري، نزعت عنه ذلك الغشاء، فجاء الرضا عليه السلام وفتح الباب، وقد فرغنا من أمره، فأخذه ووضعه في المهد، وقال لي: يا حكيمة الزمي مهده.
قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره الى السماء ثم نظر يمينه ويساره، ثم قال: أشهد ان لا إله إلاّ الله، واشهد ان محمداً رسول الله، فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السلام فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجباً . فقال: وما ذاك ؟ فأخبرته الخبر، فقال: يا حكيمة، ما ترون من عجائبه اكثر»[5].
,,
معلومات عنه سلام الله عليه:
امتحان الأمة:
عندما رحل الإمام الرضا عن هذه الدنيا أطبقت الحيرة على غالبية الشيعة وأخذهم الذهول، فمن هو الإمام الذي سيرجعون إليه؟
على الرغم أنهم سمعوا تكريم الرضا لابنه الجواد ولكن الجواد ما يزال في سن السابعة أو الثامنة من عمره، فهو صبي على كل حال في نظر الناس ولم تمر الحالة الشيعية بمثل هذا المنعطف الخطير بل لم تمر الأمة الإسلامية بمثل هذا الأمتحان، فكيف ستنصاع رجالات الأمة وأفذاذها وعلماؤها لصبي صغير، لاسيما أن مثل هذه الحالة لم تكن مألوفة في الأوساط العربية على الخصوص.
إن الذي مرت به هذه الأمة كالذي حدث في بني إسرائيل عندما بعث الله تعالى إليهم عيسى بن مريم يكلمهم في المهد وكما بعث إليهم يحيى فأعطاه الحكم والكتاب وهو صبي (وآتيناه الحكم صبيا) فافترقت بنو إسرائيل في عيسى فرقا، منهم من آمن به ومنهم من كذبه وكان السبب في مطاردته، وبعضهم غالي فيه، وهكذا الحال في يحيى، والأمر نفسه حصل في إمامنا الجواد عليه السلام.
فالمسلمون لأول مرة يمرون بهذا الوضع، فإن أغلبهم لم يتصور أن يكون حجة الله صبيا، فاجتمع كبار الشيعة منم الريان بن الصلت ويونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى وآخرون وخاضوا في الكلام حول المأزق الذي يمرون به حتى بكى بعضهم لشدة الحيرة.
فقال يونس: دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي.
فقال الريان بن الصلت: إن كان أمر من الله جل وعلا فابن يومين مثل ابن مائة سنة وإن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه، وهذا مما ينبغي أن ينظر فيه.
علم الإمام الجواد عليه السلام:
إن الشيء الملفت للنظر هو كثرة الأسئلة التي وجهت إلى الإمام الجواد في فترة حياته القصيرة.
وكان الإمام يجيب عن المئات من الأسئلة في اليوم الواحد، وكانت هذه الأسئلة تنطلق من حب معرفة الإمام وامتحانه، وحاول المخالفون أن يسخروا من إمامنا الجواد لأنه صبي، فجالسه كبراء علمائهم وناظروه على مختلف الأصعدة فرأوا بحرا لا ينفد وعطاء علميا لا ينضب.
فقد روي أن الإمام الجواد صعد المنبر في مسجد النبي صلى الله عليه وآله بعد رحيل والده فقال: (أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك لقلت قولا تعجب منه الأولون والآخرون).
حضوره إلى والده الرضا وعودته في نفس اليلة:
ومن معاجز الإمام الجواد عليه السلام هو حضوره من المدينة إلى خراسان بطرفة عين ليحضر مراسم وفاة والده العظيم.
يقول أبو الصلت الهروي وكان خادما للإمام الرضا:
عندما تناول الإمام الرضا السم دخلت معه إلى البيت وأمرني أن اغلق الباب فغلقته وعدت إلى وسط الدار، فرأيت غلاما عليه وفرة ظننته ابن الرضا ولم أك قد رأيته من قبل ذلك، فجلس مع الرضا مدة تناجيا فيها ثم ضمه إلى صدره، بعدها تمدد الإمام الرضا على السرير وغطاه ابنه محمد بالرداء وقال: (يا أبا الصلت: عظم الله أجرك في الرضا فقد مضى) فبكيت قال: (لا تبك هات الماء لنقوم في تغسيله) ثم أمرني بالخروج فقام بتغسيله وحده وكفنه وحنطه إلى أن قام الإمام بجميع مراسيم الوفاة ثم عاد في نفس تلك الليلة إلى المدينة.
الشهادة المفجعة:
لا يخفى أن المأمون لما إستدعى الإمام الجواد عليه السلام بعد وفاة أبيه الى بغداد وزوجه إبنته، مكث الإمام ببغداد مدة فضاق صدره من سوء معاملة المأمون فاستأذنه في الذهاب الى الحج، وتوجه الى حج بيت الله الحرام، ومن هناك عاد الى مدينة جدّه ويبقي هناك الى أن مات المأمون، وأغتصب الخلافة بعد أخوه المعتصم وكان ذلك في السابع عشر من شهر رجب سنة 218هـ.
المعتصم العباسي وإحضار الإمام:
فلما إستوى المعتصم على الملك وسمع فضائل ومناقب الإمام الجواد عليه السلام وبلغه غزارة علمه اظطرمت نار الحسد في قلبه وصمم على القضاء على الإمام، فاستدعاه الى بغداد فلما توجه الإمام الى بغداد جعل وصيّه وخليفته إبنه علي النقي عليه السلام ونص على إمامته عند كبار الشيعة وثقات الأصحاب وسلّم إليه كتب العلوم الإلهية والأسلحة التي كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسائر الأنبياء عليهم السلام.
ثم ودع الإمام أهله وولده وترك حرم جدّه صلى الله عليه وآله وذهب الى بغداد بقلب حزين ودخلها يوم الثامن والعشرين من شهر محرم سنة 220هـ، وقتله المعتصم في أواخر هذه السنة بالسمّ.
قصة الشهادة:
وأما كيفية شهادته عليه السلام فقد وقع الخلاف فيها لكنّ الأشهر أن زوجته أم الفضل بنت المأمون سمّته بعد تحريض عمّها المعتصم، لأنها كانت تضمر العداء والبغض للإمام لميله عليه السلام الى الجواري دونها، وكان يرجح أم الإمام علي النقي عليه السلام عليها، فكانت دائمة الشكاية منه عند أبيها وهو لا يستمع إليها، وقد عزم بعد أن قتل الإمام الرضا عليه السلام على ترك أذى أهل بيت الرسالة عليهم السلام وعدم التعرض لهم للحفاظ على الملك.
معجزة الإمام:
وقد جاءت أم الفضل الى المأمون يوماً تشكو الجواد عليه السلام وأنه عليه السلام تزوج إمرأة من أولاد عمّار بن ياسر، وكان المأمون آنذاك سكران لا يعقل، فغضب وأخذ السيف وجاء الى بيت الإمام وبدأ يضربه بالسيف حتى ظنَّ الحاضرون أن المأمون قد قطّعه إرباً إربا فلما أصبحوا رأوا الإمام سالماً، ليس عليه أثر للجراح.
نقل عن كتاب عيون المعجزات أنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر عليه السلام وأشار على إبنة المأمون زوجته بأن تسمّه لأنه وقف على إنحرافها عن أبي جعفر عليه السلام وشدّة غيرتها عليه...فأجابته الى ذلك وجعلت سمّاً في عنب رازقي ووضعته بين يديه. فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي، فقال: ما بكاؤك؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر وبلاء لا ينستر.
فماتت بعلة في أغمض الموضع من جوارحها، صارت ناسوراً، فأنفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلة حتى إحتاجت إلى الإستعانة، وروي أن الناسور كان في فرجها.
جزاء عدو الله:
وروى المسعودي في إثبات الوصية ما يقرب من هذا إلا أنه ذكر أن المعتصم وجعفر بن المأمون حرصا على كل الحرص على قتل الإمام عليه السلام وتردّى جعفر في بئر ـ وكان سكراناً ـ فأُخرج ميتاً.
الإستدعاء من المدينة:
قال العلامة المجلسي رحمه الله في جلاء العيون: لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله عليه السلام فكتب الى عبد الملك الزيات (والى المدينة) أن ينفذ إليه التقي عليه السلام وأم الفضل، فأنفذ الزيات علي بن اليقطين فتجهز وخرج الى بغداد، فأكرمه وعظمه وأنفذ أشناس (خادمة) بالتحف إليه والى أم الفضل.
ثم أنفذ إليه شراب بن حمّاض الأترج تحت ختمة على يدي أشناس، فقال: إن أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي داوُد وسعيد بن الخضيب وجماعة من المعروفين ويأمرك أن تشرب منه بماء الثلج، وصنع في الحال، فقال: أشربه بالليل، فقال: إنه ينفع بارداً وقد ذاب الثلج، وأصرَّ على ذلك (بعد ان إمتنع الإمام عن شربه في بداية الأمر) فشربه عليه السلام عالماً بفعلهم.
الإمام وإبن أبي داوُد:
روى الشيخ العياشي عن زرقان صاحب إبن أبي داوُد وصديقه بشدّة أنه قال: رجع بن أبي داوُد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم فقلت له في ذلك، فقال: وددت اليوم أني قدمت منذ عشرين سنة، قال: قلت له ولِمَ ذاك؟
قال: لِما كان من هذا الأسود! أبا جعفر محمد بن عليّ بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم قال: قلت له: وكيف كان ذلك؟ قال: انّ سارقاً أقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي، فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ قال: فقلت: من الكرسوع.
قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قلت: لأن اليد هي الأصابع والكف الى الكرسوع، لقول الله في التيمم: (...فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ...) المائدة:6 وأتفق معي على ذلك قوم.
وقال آخرون بل يجب القطع من المرفق، قال: وما الدليل على ذلك؟ قالوا: لأن الله لما قال: (...وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ...) المائدة:6 في الغسل دلّ ذلك على أن حد اليد هو المرفق.
قال: فألتفت الى محمد بن علي عليه السلام، فقال: ماذا تقول في هذا يا أبا جعفر؟ فقال: قد تكلم القوم فيه يا امير المؤمنين، قال: دعني مما تكلّموا به، أيّ شيء عندك؟ قال: إعفني عن هذا يا امير المؤمنين، قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه.
فقال: اما إذا أقسمت عليّ بالله اني أقول: أنهم أخطأوا فيه السنّة، فإن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف، قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله: «السجود على سبعة أعضاء، الوجه واليدين والركبتين والرجلين» فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، وقال تبارك وتعالى: (...وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ...) الجن:18 يعني هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها: (...فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً...) الجن:18 وما كان لله لم يقطع.
قال: فاعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف، قال: بن ابي داوُد: قامت قيامتي وتمنيت أني لم أك حيّاً.
حسد الأعداء:
قال زرقان: إن بن أبي داوُد قال: صرت الى المعتصم بعد ثلاثة، فقلت إنَّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة وأنا أكلمه بما أعلم أني أدخل به النار، قال: وما هو؟
قلت: إذا جمع امير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلمائهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه فأخبره بما عندهم من الحكم في ذلك وقد حضر في مجلسه أهل بيته وقواده ووزراؤه وكتّابه، وقد تسامع الناس ذلك من وراء بابه، ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بإمامته ويدّعون أنه أولى منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟!
قال: فتغيّر لونه وأنتبه لما نبهته له وقال: جزاك الله عن نصيحتك خيراً.
الجريمة النكراء:
قال: فأمر يوم الرابع فلاناً من كتّاب وزرائه بأن يدعوه الى منزله فدعاه، فأبى أن أن يجيبه وقال: قد علمت أني لا أحضر مجالسكم، فقال: إنيّ إنما أدعوك الى الطعام واحب لأن تطأ ثيابي وتدخل منزلي فأتبرك بذلك فقد أحبّ (فلان بن فلان) من وزراء الخليفة لقاءك.
فصار إليه، فلما طعم منه أحس بالسمّ، فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم، قال: خروجي من دارك خير لك، فلم يزل ذلك وليله في خِلقه حتى قبض عليه السلام. ثم غُسل وكُفِّن ودفن عليه السلام في مقابر قريش خلف رأس جده موسى الكاظم عليه السلام وصلى عليه ظاهراً الواثق بالله ولكن الحقيقة هي أن الإمام علي النقي جاء من المدينة بطيّ الأرض وتولى أمر تجهيزه وتكفينه والصلاة عليه.
الإمام الهادي يتنبأ بالشهادة:
وروي في كتاب بصائر الدرجات عن رجل كان رضيع ابي جعفر عليه السلام قال: بينما أبو الحسن الهادي عليه السلام جالس مع مؤدب له يكنى أبا زكريا وأبو جعفر عليه السلام عندنا أنه ببغداد وأبو الحسن يقرأ من اللوح الى مؤدبه إذ بكى بكاءً شديداً، سأله المؤدب ما بكاؤك؟ فلم يجبه.
فقال: إئذن لي بالدخول فأذن له فأرتفع الصياح والبكاء من منزله ثم خرج إلينا فسألنا عن البكاء، فقال: إنَّ أبي قد توفي الساعة، فقلنا: بما علمت؟ قال: فأدخلني من إجلال الله ما لم أكن أعرفه قبل ذلك، فعلمت أنه قد مضى فتعرّفنا ذلك الوقت من اليوم والشهر فإذا هو قد مضى في ذلك الوقت.
ووقع الخلاف في تاريخ إستشهاد الإمام الجواد عليه السلام والأشهر انه قد أستشهد في آخر ذي القعدة سنة220هـ وقيل في اليوم السادس من ذي الحجة وكان هذا بعد سنتين ونصف من موت المأمون كما قال الإمام نفسه: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَ لِوالِدَيَّ وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّياني صَغيراً ، اِجْزِهما بِالاْحسانِ اِحْساناً وَ بِالسَّيِّئاتِ غُفْراناً
اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ الاْحياءِ مِنْهُمْ وَ الاْمواِت ، وَ تابِعْ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُمْ بِالْخَيْراتِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عظم لكم الاجر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
1- نسبه:
الإمام محمد الجواد عليه السلام من الاُسرة النبوية وهي أجلّ وأسمى الاُسر التي عرفتها البشرية، فهو ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام
جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي السجاد ابن الإمام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وابن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام
2- اُمه:
هي من أهل بيت مارية القبطية، نوبيّة مريسية، امها: سبيكة أو ريحانة أو درّة، وسمّاها الرضا عليه السلام خيزران.
وصفها رسول الله صلى الله عليه وآله بأنها خيرة الإماء الطيبة. وقال العسكري عليه السلام:«خُلقت طاهرة مطهّرة وهي اُم ولد تكنّى باُم الجواد، واُم الحسن، وكانت أفضل
نساء زمانها»[1].
3- كنيته:
أبو جعفر، وهي كنية جده الباقرعليه السلام وللتمييز بينهما يكنّى بأبي جعفر الثاني، وأضاف في دلائل الإمامة كنية ثانية له هي: أبو علي الخاص، وفسّر
المتأخرون هذه العبارة بأنّ له كنية خاصة هي: «أبو علي»، وليست كنيته هي «أبو علي الخاص» كما يبدو للناظر في عبارة دلائل الإمامة.
4- ألقابه:
أمّا ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة وسمو ذاته وهي:
1- الجواد: لُقب به لكثرة ما أسداه من الخير والبر والاحسان الى الناس.
2- التقي: لقب به لأنه اتّقى الله وأناب اليه، واعتصم به ولم يستجب لأي داع من دواعي الهوى.
3- المرتضى
4- القانع
5- الرضي
6- المختار
7- باب المراد[2].
5- نقش خاتمه:
يدل نقش خاتمه عليه السلام على شدة انقطاعهعليه السلام الى الله سبحانه، فقد كان« العزّة لله »[3].
ميلاده
في عقيدتنا: ان الامام الذي يختاره الله لكي يكون قدوة صالحة للخير والصلاح يلزم ان يكون كاملا من جميع الوجوه، وايما نقص او عيب في الفكر او في الجسم عند الانسان يبين انه ليس اماما. ولقد كان الامام الرضا (عليه السلام) قد بلغ الخامسة والخمسين ولم يرزق ولدا، فذهبت بعض الاشاعات تنشر من قبل دعاة الواقفية الذين قالوا بغيبة الامام موسى الكاظم (عليه السلام)، وانه لم يوص الى اي امام من بعده، قائلين بان الامام الرضا عقيم ليس له ولد وهو عيب واضح في القدوة الدينية، فاذن لايكون هو الامام الحق حسب زعمهم، حتى كتب بعضهم اليه (عليه السلام) رسالة قال فيها:
كيف تكون اماما وليس لك ولد؟ فأجابه الرضا (عليه السلام): وما علمك انه لايكون لي ولد؟ والله لا تمضى الايام والليالي حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرق بين الحق والباطل.
وجاء اليه رجل من اصحابه يقول: من الامام بعدك؟ فقال: ابني، ثم قال: هل يجترئ احد ان يقول ابني وليس له ولد؟
فيحدث الراوي انه لم تمض الايام حتى ولد ابو جعفر الجواد؟
فكان الشيعة المخلصون يعيشون اشد الانتظار لمقدم ولد الامام الرضا (عليه السلام)، الذي زخرت احاديثهم تنبيء عن مقدمه المبارك، وهم الراوون عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: يأبي خيرة الاماء النوبية، وهو يشير الى الامام (عليه السلام)، ليدحضوا حجة الواقفية الذين قد اكثروا من الدعايات ضده.
فبزغ من افق الحق بدر اضحى شمسا للهدى، وسماءً في جلاله، وهو الامام الجواد عليه السلام.
وتناقل رواة الحديث على لسان والده العظيم يقول: هذا هو المولود الذي لم يولد في الاسلام اعظم بركة منه.
اجل، لقد ولد الامام في الوقت الذي اختلفت فيه الشيعة ايما اختلاف، وكانت دعايات بعض المخالفين لهم تشق طريقها الى افئدة بعض السذج منهم، كانت آية صدق الامام الرضا (عليه السلام) وابطال زعم الواقفية تثبت بميلاد ابنه الموعود.
فلما ولد الجواد (عليه السلام) ذهبت دعايات الواقفية ادراج الرياح، وذابت كما يذوب الملح في الموج الهادر، واصبح ميلاد الامام سببا لانتصار الحق واتحاد الشيعة، اتباع الحق، بعد الاختلاف والتفرقة، اضف الى ذلك ان الامام الرضا (عليه السلام) كان يقول دائما ان ابني خليفتي عليكم، وهم يرون ان لا ابن له، وحتى اذا بلغ مرحلة الكهولة، ومضت الشكوك تراود افئدة البسطاء من الموالين جاء الامام الجواد (عليه السلام)، فكان ميلاداً مباركاً ميموناً، فهللت الشيعة وسبحت لله لمّا رأت في احاديثها الصدق والحق.
تكلّمه في المهد:
ذكر المؤرخون أن الإمام الجواد عليه السلام تشهّد الشهادتين لمّا وُلد، وانه حمد الله تعالى وصلّى على الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله والأئمة الراشدين في يومه الثالث.
فعن حكيمة ابنة موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام قالت: «لمّا حملت اُم أبي جعفر الجواد عليه السلام به كتبتُ اليه (يعني الى الإمام الرضاعليه السلام): «جاريتك سبيكة قد علقت. فكتب اليّ: انّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام.
قالت: فلمّا ولدته، وسقط الى الأرض، قال: اشهد ان لا إله إلاّ الله، وان محمداً رسول الله .
فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: الحمد لله، وصلّى الله على محمد وعلى الأئمة الراشدين»[4].
و أيضاً قالت: «لمّا حضرت ولادة الخيزران اُم أبي جعفر عليه السلام دعاني الرضا عليه السلام، فقال: يا حكيمة احضري ولادتها، وادخلي وإياها والقابلة بيتاً .
ووضع لنا مصباحاً، وأغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطلق طفئ المصباح، وبين يديها طست، فاغتممت بطفئ المصباح.
فبينا نحن كذلك، إذ بدر أبو جعفر عليه السلام في الطست، واذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري، نزعت عنه ذلك الغشاء، فجاء الرضا عليه السلام وفتح الباب، وقد فرغنا من أمره، فأخذه ووضعه في المهد، وقال لي: يا حكيمة الزمي مهده.
قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره الى السماء ثم نظر يمينه ويساره، ثم قال: أشهد ان لا إله إلاّ الله، واشهد ان محمداً رسول الله، فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السلام فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجباً . فقال: وما ذاك ؟ فأخبرته الخبر، فقال: يا حكيمة، ما ترون من عجائبه اكثر»[5].
,,
معلومات عنه سلام الله عليه:
امتحان الأمة:
عندما رحل الإمام الرضا عن هذه الدنيا أطبقت الحيرة على غالبية الشيعة وأخذهم الذهول، فمن هو الإمام الذي سيرجعون إليه؟
على الرغم أنهم سمعوا تكريم الرضا لابنه الجواد ولكن الجواد ما يزال في سن السابعة أو الثامنة من عمره، فهو صبي على كل حال في نظر الناس ولم تمر الحالة الشيعية بمثل هذا المنعطف الخطير بل لم تمر الأمة الإسلامية بمثل هذا الأمتحان، فكيف ستنصاع رجالات الأمة وأفذاذها وعلماؤها لصبي صغير، لاسيما أن مثل هذه الحالة لم تكن مألوفة في الأوساط العربية على الخصوص.
إن الذي مرت به هذه الأمة كالذي حدث في بني إسرائيل عندما بعث الله تعالى إليهم عيسى بن مريم يكلمهم في المهد وكما بعث إليهم يحيى فأعطاه الحكم والكتاب وهو صبي (وآتيناه الحكم صبيا) فافترقت بنو إسرائيل في عيسى فرقا، منهم من آمن به ومنهم من كذبه وكان السبب في مطاردته، وبعضهم غالي فيه، وهكذا الحال في يحيى، والأمر نفسه حصل في إمامنا الجواد عليه السلام.
فالمسلمون لأول مرة يمرون بهذا الوضع، فإن أغلبهم لم يتصور أن يكون حجة الله صبيا، فاجتمع كبار الشيعة منم الريان بن الصلت ويونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى وآخرون وخاضوا في الكلام حول المأزق الذي يمرون به حتى بكى بعضهم لشدة الحيرة.
فقال يونس: دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي.
فقال الريان بن الصلت: إن كان أمر من الله جل وعلا فابن يومين مثل ابن مائة سنة وإن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه، وهذا مما ينبغي أن ينظر فيه.
علم الإمام الجواد عليه السلام:
إن الشيء الملفت للنظر هو كثرة الأسئلة التي وجهت إلى الإمام الجواد في فترة حياته القصيرة.
وكان الإمام يجيب عن المئات من الأسئلة في اليوم الواحد، وكانت هذه الأسئلة تنطلق من حب معرفة الإمام وامتحانه، وحاول المخالفون أن يسخروا من إمامنا الجواد لأنه صبي، فجالسه كبراء علمائهم وناظروه على مختلف الأصعدة فرأوا بحرا لا ينفد وعطاء علميا لا ينضب.
فقد روي أن الإمام الجواد صعد المنبر في مسجد النبي صلى الله عليه وآله بعد رحيل والده فقال: (أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك لقلت قولا تعجب منه الأولون والآخرون).
حضوره إلى والده الرضا وعودته في نفس اليلة:
ومن معاجز الإمام الجواد عليه السلام هو حضوره من المدينة إلى خراسان بطرفة عين ليحضر مراسم وفاة والده العظيم.
يقول أبو الصلت الهروي وكان خادما للإمام الرضا:
عندما تناول الإمام الرضا السم دخلت معه إلى البيت وأمرني أن اغلق الباب فغلقته وعدت إلى وسط الدار، فرأيت غلاما عليه وفرة ظننته ابن الرضا ولم أك قد رأيته من قبل ذلك، فجلس مع الرضا مدة تناجيا فيها ثم ضمه إلى صدره، بعدها تمدد الإمام الرضا على السرير وغطاه ابنه محمد بالرداء وقال: (يا أبا الصلت: عظم الله أجرك في الرضا فقد مضى) فبكيت قال: (لا تبك هات الماء لنقوم في تغسيله) ثم أمرني بالخروج فقام بتغسيله وحده وكفنه وحنطه إلى أن قام الإمام بجميع مراسيم الوفاة ثم عاد في نفس تلك الليلة إلى المدينة.
الشهادة المفجعة:
لا يخفى أن المأمون لما إستدعى الإمام الجواد عليه السلام بعد وفاة أبيه الى بغداد وزوجه إبنته، مكث الإمام ببغداد مدة فضاق صدره من سوء معاملة المأمون فاستأذنه في الذهاب الى الحج، وتوجه الى حج بيت الله الحرام، ومن هناك عاد الى مدينة جدّه ويبقي هناك الى أن مات المأمون، وأغتصب الخلافة بعد أخوه المعتصم وكان ذلك في السابع عشر من شهر رجب سنة 218هـ.
المعتصم العباسي وإحضار الإمام:
فلما إستوى المعتصم على الملك وسمع فضائل ومناقب الإمام الجواد عليه السلام وبلغه غزارة علمه اظطرمت نار الحسد في قلبه وصمم على القضاء على الإمام، فاستدعاه الى بغداد فلما توجه الإمام الى بغداد جعل وصيّه وخليفته إبنه علي النقي عليه السلام ونص على إمامته عند كبار الشيعة وثقات الأصحاب وسلّم إليه كتب العلوم الإلهية والأسلحة التي كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسائر الأنبياء عليهم السلام.
ثم ودع الإمام أهله وولده وترك حرم جدّه صلى الله عليه وآله وذهب الى بغداد بقلب حزين ودخلها يوم الثامن والعشرين من شهر محرم سنة 220هـ، وقتله المعتصم في أواخر هذه السنة بالسمّ.
قصة الشهادة:
وأما كيفية شهادته عليه السلام فقد وقع الخلاف فيها لكنّ الأشهر أن زوجته أم الفضل بنت المأمون سمّته بعد تحريض عمّها المعتصم، لأنها كانت تضمر العداء والبغض للإمام لميله عليه السلام الى الجواري دونها، وكان يرجح أم الإمام علي النقي عليه السلام عليها، فكانت دائمة الشكاية منه عند أبيها وهو لا يستمع إليها، وقد عزم بعد أن قتل الإمام الرضا عليه السلام على ترك أذى أهل بيت الرسالة عليهم السلام وعدم التعرض لهم للحفاظ على الملك.
معجزة الإمام:
وقد جاءت أم الفضل الى المأمون يوماً تشكو الجواد عليه السلام وأنه عليه السلام تزوج إمرأة من أولاد عمّار بن ياسر، وكان المأمون آنذاك سكران لا يعقل، فغضب وأخذ السيف وجاء الى بيت الإمام وبدأ يضربه بالسيف حتى ظنَّ الحاضرون أن المأمون قد قطّعه إرباً إربا فلما أصبحوا رأوا الإمام سالماً، ليس عليه أثر للجراح.
نقل عن كتاب عيون المعجزات أنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر عليه السلام وأشار على إبنة المأمون زوجته بأن تسمّه لأنه وقف على إنحرافها عن أبي جعفر عليه السلام وشدّة غيرتها عليه...فأجابته الى ذلك وجعلت سمّاً في عنب رازقي ووضعته بين يديه. فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي، فقال: ما بكاؤك؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر وبلاء لا ينستر.
فماتت بعلة في أغمض الموضع من جوارحها، صارت ناسوراً، فأنفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلة حتى إحتاجت إلى الإستعانة، وروي أن الناسور كان في فرجها.
جزاء عدو الله:
وروى المسعودي في إثبات الوصية ما يقرب من هذا إلا أنه ذكر أن المعتصم وجعفر بن المأمون حرصا على كل الحرص على قتل الإمام عليه السلام وتردّى جعفر في بئر ـ وكان سكراناً ـ فأُخرج ميتاً.
الإستدعاء من المدينة:
قال العلامة المجلسي رحمه الله في جلاء العيون: لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله عليه السلام فكتب الى عبد الملك الزيات (والى المدينة) أن ينفذ إليه التقي عليه السلام وأم الفضل، فأنفذ الزيات علي بن اليقطين فتجهز وخرج الى بغداد، فأكرمه وعظمه وأنفذ أشناس (خادمة) بالتحف إليه والى أم الفضل.
ثم أنفذ إليه شراب بن حمّاض الأترج تحت ختمة على يدي أشناس، فقال: إن أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي داوُد وسعيد بن الخضيب وجماعة من المعروفين ويأمرك أن تشرب منه بماء الثلج، وصنع في الحال، فقال: أشربه بالليل، فقال: إنه ينفع بارداً وقد ذاب الثلج، وأصرَّ على ذلك (بعد ان إمتنع الإمام عن شربه في بداية الأمر) فشربه عليه السلام عالماً بفعلهم.
الإمام وإبن أبي داوُد:
روى الشيخ العياشي عن زرقان صاحب إبن أبي داوُد وصديقه بشدّة أنه قال: رجع بن أبي داوُد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم فقلت له في ذلك، فقال: وددت اليوم أني قدمت منذ عشرين سنة، قال: قلت له ولِمَ ذاك؟
قال: لِما كان من هذا الأسود! أبا جعفر محمد بن عليّ بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم قال: قلت له: وكيف كان ذلك؟ قال: انّ سارقاً أقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي، فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ قال: فقلت: من الكرسوع.
قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قلت: لأن اليد هي الأصابع والكف الى الكرسوع، لقول الله في التيمم: (...فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ...) المائدة:6 وأتفق معي على ذلك قوم.
وقال آخرون بل يجب القطع من المرفق، قال: وما الدليل على ذلك؟ قالوا: لأن الله لما قال: (...وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ...) المائدة:6 في الغسل دلّ ذلك على أن حد اليد هو المرفق.
قال: فألتفت الى محمد بن علي عليه السلام، فقال: ماذا تقول في هذا يا أبا جعفر؟ فقال: قد تكلم القوم فيه يا امير المؤمنين، قال: دعني مما تكلّموا به، أيّ شيء عندك؟ قال: إعفني عن هذا يا امير المؤمنين، قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه.
فقال: اما إذا أقسمت عليّ بالله اني أقول: أنهم أخطأوا فيه السنّة، فإن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف، قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله: «السجود على سبعة أعضاء، الوجه واليدين والركبتين والرجلين» فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، وقال تبارك وتعالى: (...وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ...) الجن:18 يعني هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها: (...فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً...) الجن:18 وما كان لله لم يقطع.
قال: فاعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف، قال: بن ابي داوُد: قامت قيامتي وتمنيت أني لم أك حيّاً.
حسد الأعداء:
قال زرقان: إن بن أبي داوُد قال: صرت الى المعتصم بعد ثلاثة، فقلت إنَّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة وأنا أكلمه بما أعلم أني أدخل به النار، قال: وما هو؟
قلت: إذا جمع امير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلمائهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه فأخبره بما عندهم من الحكم في ذلك وقد حضر في مجلسه أهل بيته وقواده ووزراؤه وكتّابه، وقد تسامع الناس ذلك من وراء بابه، ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بإمامته ويدّعون أنه أولى منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟!
قال: فتغيّر لونه وأنتبه لما نبهته له وقال: جزاك الله عن نصيحتك خيراً.
الجريمة النكراء:
قال: فأمر يوم الرابع فلاناً من كتّاب وزرائه بأن يدعوه الى منزله فدعاه، فأبى أن أن يجيبه وقال: قد علمت أني لا أحضر مجالسكم، فقال: إنيّ إنما أدعوك الى الطعام واحب لأن تطأ ثيابي وتدخل منزلي فأتبرك بذلك فقد أحبّ (فلان بن فلان) من وزراء الخليفة لقاءك.
فصار إليه، فلما طعم منه أحس بالسمّ، فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم، قال: خروجي من دارك خير لك، فلم يزل ذلك وليله في خِلقه حتى قبض عليه السلام. ثم غُسل وكُفِّن ودفن عليه السلام في مقابر قريش خلف رأس جده موسى الكاظم عليه السلام وصلى عليه ظاهراً الواثق بالله ولكن الحقيقة هي أن الإمام علي النقي جاء من المدينة بطيّ الأرض وتولى أمر تجهيزه وتكفينه والصلاة عليه.
الإمام الهادي يتنبأ بالشهادة:
وروي في كتاب بصائر الدرجات عن رجل كان رضيع ابي جعفر عليه السلام قال: بينما أبو الحسن الهادي عليه السلام جالس مع مؤدب له يكنى أبا زكريا وأبو جعفر عليه السلام عندنا أنه ببغداد وأبو الحسن يقرأ من اللوح الى مؤدبه إذ بكى بكاءً شديداً، سأله المؤدب ما بكاؤك؟ فلم يجبه.
فقال: إئذن لي بالدخول فأذن له فأرتفع الصياح والبكاء من منزله ثم خرج إلينا فسألنا عن البكاء، فقال: إنَّ أبي قد توفي الساعة، فقلنا: بما علمت؟ قال: فأدخلني من إجلال الله ما لم أكن أعرفه قبل ذلك، فعلمت أنه قد مضى فتعرّفنا ذلك الوقت من اليوم والشهر فإذا هو قد مضى في ذلك الوقت.
ووقع الخلاف في تاريخ إستشهاد الإمام الجواد عليه السلام والأشهر انه قد أستشهد في آخر ذي القعدة سنة220هـ وقيل في اليوم السادس من ذي الحجة وكان هذا بعد سنتين ونصف من موت المأمون كما قال الإمام نفسه: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فَمالي لا اَبْكي ، اَبْكي لِخُروجِ نَفْسي ، اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري ، اَبْكي لِضيقِ لَحَدي ، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَ نَكيرٍ اِيّايَ ، اَبْكي لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْياناً ذَليلاً حامِلاً ثِقْلي عَلى ظَهْري ، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني وَ اُخْرى عَنْ شِمالي ، اِذِ الْخَلائِقُ في شَأنٍ غَيْرِ شَأني{ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } وَ ذِلَّةٌ
فَمالي لا اَبْكي ، اَبْكي لِخُروجِ نَفْسي ، اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري ، اَبْكي لِضيقِ لَحَدي ، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَ نَكيرٍ اِيّايَ ، اَبْكي لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْياناً ذَليلاً حامِلاً ثِقْلي عَلى ظَهْري ، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني وَ اُخْرى عَنْ شِمالي ، اِذِ الْخَلائِقُ في شَأنٍ غَيْرِ شَأني{ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } وَ ذِلَّةٌ
قطوف حسينيه- ♥ مشرفة أقسام ستايلك ♥
-
تاريخ التسجيل : 27/02/2009
عدد المشاركات : 2878
هوايتي : نشر الجديد والمفيد
وظيفتي بالحياة : خدمة أهل البيت(ع)
مكان تواجدي : في قلبه(M)فدييييييييته
مزاجي اليوم :
رد: وفاة الامام محمد الجواد عليه السلام,,
اللهم ارزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الأخره
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ورد محمدي- ♥ مشرفة قسم نفحات إيمانيه ♥
-
تاريخ التسجيل : 28/02/2009
عدد المشاركات : 7444
هوايتي : التأ مل في عظمة الخالق
وظيفتي بالحياة : عالمي غير الناس اعيش جوي بخيال مجنون
مكان تواجدي : حفظ الله ورعايته
مزاجي اليوم :
رد: وفاة الامام محمد الجواد عليه السلام,,
اللهم ارزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الأخره
عظم لك الاجر يا صاحب الزمان بوفاة الجواد
عظم لك الاجر يا صاحب الزمان بوفاة الجواد
اسيرة الاحزان- ♥♥♥
-
تاريخ التسجيل : 13/06/2009
عدد المشاركات : 414
هوايتي : القاء الشعر وترتيل القران والقراءة والمطالعة
وظيفتي بالحياة : معلمة
مكان تواجدي : في وردة اهل البيت
مزاجي اليوم :
رد: وفاة الامام محمد الجواد عليه السلام,,
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
زيارته المختصرة :
(ارجو ان تقراء الزياره وليس نسخ ولصق حتى تحصل على الاجر والثواب و لتسلم على امامك المظلوم وتذكره ولو لدقائق ويارب الامام ما ينساك ابدا)0
اللهم صل على النبي وآله
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى آبائِكَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى اَبْنائِكَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى اَوْلِيائِكَ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَ آتَيْتَ الزّكاةَ، وَ اَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ تَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَ جاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، اَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عاشقة الأنوار المحمدية- ♥ مشرفة قسم الملتقى العام ومقهى الاعضاء♥
-
تاريخ التسجيل : 28/02/2009
عدد المشاركات : 5633
هوايتي : معرفة كل ماهو جديد ومفيد وتصفح النت
مكان تواجدي : في عالمي الخاص
مزاجي اليوم :
مواضيع مماثلة
» بعض من مواعظ الامام الجواد عليه السلام
» شيعتنا يفرحون لفرحنا (( نهنئكم بمولد الأمام محمد الجواد عليه السلام ))
» وفاة الأمااااام الجواد عليه السلأم..
» بعض من اقوال الامام الجواد علية السلام
» عيد الزهراء عليها السلام ويوم تتويج الامام المهدي عليه السلام
» شيعتنا يفرحون لفرحنا (( نهنئكم بمولد الأمام محمد الجواد عليه السلام ))
» وفاة الأمااااام الجواد عليه السلأم..
» بعض من اقوال الامام الجواد علية السلام
» عيد الزهراء عليها السلام ويوم تتويج الامام المهدي عليه السلام
°•♥ °• بنـوتات قـطوف الـدر•° ♥•° :: ¤؛°`°؛¤ّ,¸ روضـة الإيـمــان ¸,ّ¤؛ ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ :: ¨°o.O ( نفـــحات إيـــــمانيه ) O.o°¨
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى