حوار بين الكعبه والاقصى

من طرف **ورد محمدي** السبت يوليو 11, 2009 3:24 am

بسم الله الرحمن الرحيم

حوار بين الكعبة و المسجد الأقصى

ننقل لكم حوار جرى بلسان الحال بين الكعبة بيت الله الحرام وأولى القبلتين

وبين المسجد الأقصى مسرى النبي وثاني القبلتين .

الكعبة مخاطبةً المسجد الأقصى :

السلام عليكِ يا قبلة الهبوطِ و معراجَ الصعود، ورحمة الله وبركاته .

السلام عليك يا مسرى الرسولِ، وقبلة عيسى ابنِِ البتول ورحمة الله وبركاته .

السلام عليك يا صورتي الصغرى ، ومقامي الأدنى ، ورحمة الله وبركاته**.

الأقصى وقد فاضت عيناه:

وعليكِ السلام يا نقطةَ البدايةِ وصفرَ النهايةِ، يا نواةَ الخلق ومن بكَّت من تحتها الأرض،

يا جنةَ آدمَ قبل الهبوط ونعيمه الذي إليه يعود، ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا عين الوحدة مطافِ الكونِ ومنصَهرِ الوجود ، ورحمة الله وبركاته .

السلام عليك يا رمزَ صفة الحق الجامعة، ومسكنَ أذنه الواعيةِ ورحمة الله وبركاته .

الكعبة :

ما لي أراك – يا بني- تردُ علي السلامَ وقد علتك الكروبُ وتوجت مقلتيك الدموع ؟ .

الأقصى وقد خنقته العبرة :

آه ......آه يا أماه ، يا بيتَ النبي ، يا قبلة الخلقِ يا شرفي العليّ !!.[ وشرع في بكاء شديد]

الكعبة :

قطعت قلبي ببكائك - يا بني - ،ففيمَ بكاؤُك ؟ ومم توجُعك وآهاتُك ؟.

الأقصى :

لا قطع الله قلبكِ يا أماه

(ثم يتابع ) آلمني طولُ الفراقِ وأوجعتني سياطُ أهل المكر والشقاق .

خلت ساحتي من الأولياء ، وأقفرت رحابي من الأتقياء ، ودنس عتباتي الأشقياء ، ومذ فارقتك وقتَ الهبوط وأنا أعيش غصصَ البعد وأوجاعِ الفراق، أرتقب اليومَ الذي يعرف فيه الخلقُ نسبتي إليك ومتكأي عليك، فأكون معبراً للباحث نحوكِ، وطريقاً للسائر قصدكِ ، غير أنه كان يهوِّن علي ذلك الألمَ أنسي بجورةِ الأنبياءِ ورفقة الأصفياء ، أما الآن وقد ذهب الكلُ مني ، و أنكر الناسُ مرجعي وأصلي ، وجعلني الخلق حجاباً عليك صرت لا أطيقُ البقاء ، أفضل العدم على الوجود و الموتَ على الحياة ، وكلُ يوم وأنا أدعوا فلا أجاب، وأستغيث فلا أغاث ، حتى لقد قربتُ من هوة ا ليأس في الفرج والخلاص .[ وعاد في بكاء مرير]

الكعبة :

هون عليك يا مسرى النبي ففيما أصبني لك عزاء، وفيم أنا فيه تسلية لك ووقاء ، ومصيبتك لمصيبتي تبع ووراء ، فبخلاصي يكون خلاصك وبسلامتي تكون سلامتك ؟ .

الأقصى :

وما الذي أصابك وأنت تتوجين الذهبَ وتكسين أفخرَ الثياب ؟.

الكعبة :

وما الذي يغنيني من ذلك وقد أخرجوا مني قلبي الذي ينبض، ولساني الذي يلفظ ،وسمعي الذي يلقط ، وبصري الذي يلحظ ، لقد نزعوا مني روح الحياة ، فتركوني ميتةً مقتولة.

الأقصى متفجعاً:

أوه يا بيت النبي لقد قطعت قلبي بهذا الحديث ، متى كان ذلك وكيف وقع ؟ .

الكعبة :

كان ذلك حين أخرجوا قرة عيني مني بعيداً إلى أرض يثرب ، وتظاهروا على إقصائه عني كما تظاهر إخوةُ يوسف على إقصائه عن أبيه ، ومنذ ذلك اليوم وأنا أسأل الأيامَ واستخبر الليالي أبحث عنه وأنتظر اليومَ الذي أضمه بين جوانحي ليسلمَ من جورِ الجائرين وظلم الظالمين .

الأقصى:

ومن الذي يجرؤ على أذيته وهو روح حياتِك أنت يا قبلةَ الأنام ؟ .

الكعبة وقد علتها الكآبة:

يجرؤ على ذلك الذين لا يرعون لله حرمةً ولا يرون لشعائره كرامة .

أوه يا ثاني القبلتين .... لقد أذاقوه أصناف العذاب ،فعندما أخرجوه عني، قالوا فيه كلَ نقيصة، ثم ضربوه بعد حين على أم رأسه وهو في محرابه يصلي ،فخضَبوا لحيته من دم هامته ، ثم سموه بعد حين على يد زوجته ، ثم فعلوا به ما فعلوا في كربلاء ، لقد ذبحوه عطشاناً وقتلوا أطفاله وسبُوا نساءه ، ثم لم يكتفوا بذلك حتى صلبوه في أرض كناسةَ عُريانا سنين عديدة ، ثم أحرقوه وذروا رماده على فرات العراق ، ولم ينتهِ هذا البلاءُ في سنة أو سنتين بل صار ذلك دأب أكثر الخلق معه، فتارة يسقوه السموم وتارة يذيقوه حر السيوف ،و تارة يلقوه في غيابات السجون .

آه … آه يا مسرى النبي ومنذ ذلك الحين إلى الآن وهو مشرد ضائع ، لقد غابت عنه بصائرُ الناس وصمَّت عن سماع صوته مسامع قلوبهم ، لأنهم ما عرفوه فصاروا يبحثون عن حقيقته في أنانيتهم ويقلِّبون عليه في ذواتهم ،ولو تركوه بين جوانحي لما خفي عليهم أمُره ولما غاب عنهم صوتُه كما لم أغب أنا عن أحد ، ولعرفوه على حقيقته وإن أنكروه في بداية الأمر كما فعل إخوةُ يوسف به حين أنكروه ثم عرَّفهم نفسه فعرفوه .

ففي رحابي يكون ظهوره على حقيقته التي يقبلها كل مخلوق، وبين جنبي يكون تجليه لكل موجود ، ومن بين أظلعي سيسمع العالمين كلُ العالمين صوتَه بدون لبس ، ويفهمون مرادَه بدون شك .

وحين لم يضعوه في مكانه كانوا قد ألقوه بذلك في غيابات المجهول ، وما أشبه الليلة بالبارحة لقد صنعوا به كما صنع إخوة يوسف ،ألقوه في غيابات الجب ،وجاءوا أباهم عشاءًً يبكون ، يتهمون الذئب ويبرئون أنفسهم .

وبغيابه لم يحصد الناس سوى حرمانِ السعادة في الدنيا والآخرة ، وصاروا يطلبون السعادة والخلاصَ في التعدي والظلم ، في التمرد والعصيان، ولو تركوه بين جوانحي لما روئيت عين تبكي حزناً ولما شوهد قلب يعتصر ألماً.

الكعبة وقد قرع سمعها بكاءً شديداً:

هون عليك يا مسرى النبي …لا زلت تبكي ؟! ، ألم يكن لك عزاء في مصيبتي، وسلاءٌ ببليتي ؟ .

الأقصى:

بلى والله يا كعبة الله فلقد أنست مصيبتُك مصيبتي ، وأنا الآن إنما أبكي حزنا لما أصابك وألما لما حل بك .

[ثم يتابع ] أخبريني يا كعبة الله هل لهذا الهمِّ من فرج ولهذا الغم من مخرج، فتنفتحُ بصائرُ الناس على مفقودك ،وتدرك المسامعُ صوتَ محبوبَك ، فيعودُ الغائب ويُرد المشرَّد ُالضائع .

الكعبة :

بلى والله ولو لا الأمل في ذلك لمتنا كمداً.

الأقصى :

ومن سيدل الخلق عليه وقد عَمِيَت عنه البصائر وصمَّت عن ندائه المسامع ؟

الكعبة :

أنا الذي سأدل الخلق عليه فهو الذي خلق من طينتي وركب من تربتي ، ولكن لا قبول لما أقوله .

الأقصى:

ولماذا لا يقبلون ذلك وقد اشتدت للمخلص حاجتُهم وعظمت للمفرِّج فاقتُهم ؟

الكعبة:

لأني إن أعطيتهم الجواب قبل أن يكون منهم السؤالُ وأشرت لهم إلى الفرج قبل أن يكون منهم طلبُ المخرج لم يكن لما أقوله ميزان عندهم ولا قبول ،ولا في أفئدتهم موافقةٌ ولا حصول .

لكني كنت قد وجهت خطاباً خفياً إلى تلك القلوب التي أحسست منها طلبَ للفرج والسعيَ للمخرج ، وبالأخص تلك البقية من آل محمد الذين منهم مشرقُ شمسِ الخلاص وفيهم مغربُها ، وأنا أنتظر منهم الجواب .

الأقصى:

وما هو هذا الخطاب ؟، أتحفيني به أتحفك الله بمفقودِك ،وأعاد عليك محبوبَك ؟

الكعبة:

((تأملوا فيَّ يا أبناء النبي وعشيرةَ المغيَّبِ المهدي ،إنني أبدوا أمام أبصاركم في أوج عزتي وكمالي، بالذهب متوجة ، وبآلاف الحجيج محفوفة ، ولكن عليكم أن تتنبهوا إلى أن هذه هي رؤية أبصاركم لا بصائر قلوبكم التي هي الميزان عند الله ، أقسم عليكم بحرمتي عند الله ، تأملوا فيَّ ببصائر قلوبكم لتروا حالي على حقيقتها ، إنكم إن نظرتم ببصائركم إلي ستجدونني مظلمة خاوية على عروشي ، كلُ الديار سكنت إلا أنا وكلها عمرت سواي .

بالله عليكم أخبروني لماذا تركني الناسُ مظلمة مقفرة مستوحشة فرقة؟! يعمرون بيوتَهم وأنا مهجورة ، ويضيئون منازلهم ومصابيحي مطفأة.

أما تأخذكم في ذلك غيرةٌ عليَّ – يا آل النبي - وأنا مسكن أبيكم ومولدُه ،خلق من طينتي ، وركب من تربتي ، ومنذ فارقته لم ترقأ لي دمعةٌ ولم يغمض لي جفن ، أما ترون دموعي على أجفاني وتسمعون نشيجي وبكائي ،إذا سكنتم بيوتكم وأنا مهجورة ،وإذا قبلتم أطفالكم وأنا مفجوعة .

أما آن الأوان أن تفتحوا بابي لمفقودي ، وتكشفوا للخلق عن محبوبي ، لأعيد لكم مجدَكم وأخلصَكم من بأسكم .

لا تنتظروا مفقودي حتى يظهر فهو لم يختفِ طرفة عين حتى تطلبون ظهوره ، كيف وهو من يحكي ظهور الخالق وحضورَه ، أنتم الذين غبتم عنه كما تغيب بقاع الأرض عن عين الشمس وشعاعِها ويحسب الرائي أنها هي
التي تغيب وتختفي .

سارعوا ، حثوا الخطى سيراً وسفراً ، فهو ينتظركم أن تخرجوا من بؤرة العدم إلى واحةِ الوجود ، لترونه ماثلاً أمامكم كما رأى موسى وفتاهُ العبدَ الصالح ، ولكن بعد أن ارتدا على آثارهما قصصاً ، وأنا أناشدكم أن ترتدوا على آثاركم لا آثار غيركم وتبحثوا في حقيقة أنفسكم لا حقائقَ من سواكم ،وأنتم سوف تعرفونه ، فأنفسكم هي التي غيبتكم عنه ، وذواتُكم هي التي حجبتكم منه،حينها سوف ترونه يريكم كيف تجتمع المادة بالروح وتلتقي الدنيا بالآخرة .

وعند ما تجدون صعوبة في هذا العمل فيمكنكم أن تستعينوا بي ،تأخذون حفنة من ترابي وبه ستعرفون مَن مِن الخلق ركب منه ليكون للناس نواة كما أنا لهذه الأرض.

يا نسلي الحسنين خطابي لكما جميعاً فلن يقوم الدين إلا بكما،و لن ينـزاح الحجاب عن مفقودي بسواكما ، ففي مجمعكم يكون ظهوره ،وفي ملتقاكم يكون تجليه ونشوره .

أنتم يا بني الحسن تذكروا أن الشيء الواحد لا قيام له إلا بروح وجسد ، فأوصيكم بإخوانكم من بني الحسين ففيهم قبل غيرهم يكون رجاؤكم وبهم قبل سواهم يكون اعتمادكم.

وأنتم يا بني الحسين أوصيكم بإخوانكم من بني الحسن فهم حقيقتكم التي بها يتحقق وجودُكم ، بدونهم تعيشون مجهولين بلا حقيقة ، كل ذلك لتكونوا كيان واحد يتجلى من خلاله المفقود ، كما تجلى العبد الصالح عند مجمع البحرين.

يا أبناء المصطفى المغيبِ المظلوم:

هذه وصيتي بحت بها إليكم ، تحكي شيئاً من همٍّ ضاق به صدري ، وغمٍّ لم يتسع له باقي عمري ، وما بقي أنتم ستدركونه ببصائر قلوبكم وتسمعونه بمسامع أفئدتكم ، حين تكشفون عنها الغطاء ،وتزيلون عنا الوقر والوكاء.

وإلى الله المشتكى وهو حسبي ونعم الوكيل )).

الأقصى :

أماه .

الكعبة :

نعم ياصغيري.

الأقصى:

وهل ستخلصيني من آلامي - يا أماه – وتزيحين عني أوجاعي ، وتطردين عني هؤلاء الذين أهانوا شرفي ،وداسوا عزتي وكرامتي .

الكعبة وهي تنظر إلى الأفق البعيد :

أجل يا صغيري ، لأني سوف أعود حينها للحياة ،وسآتي لأضمد جراحك ، وأداوي أوجاعك ، وأكشف لك عن حقيقة أعدائك ، فلا يضروك بعدها أبداً.

الأقصى وقد تنفست الصعداء:

الآن انزاحت عني الهموم وزالت عني الغموم ،وصرت من هنا أجد ريح الجنة التي ألفناها وبذنب الخلق حرمناها ، فرجت عني ياكعبة الله كربتي، فرج الله عنك كل كرب .

.

بجاه محمد وآل محمد ، بجاه محمد وآل محمد ، بجاه محمد وآل محمد.

من طرف **قطوف حسينيه** الأحد يوليو 19, 2009 12:36 pm

بجاه محمد وآل محمد ، بجاه محمد وآل محمد ، بجاه محمد وآل محمد.
ربي يوفقك ويوفق امة محمد
لكل خير في الدنيا والاخره
امين
يسلمووو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قطوف حسينيه

حوار بين الكعبه والاقصى

حوار بين الكعبه والاقصى

رد: حوار بين الكعبه والاقصى